English| Français
الصفحة الرئسية الإتصال خريطة الموقع
ابحث
التهيئة العمرانية والتعمير

التخطيط العمراني
التهذيب والتجميل
التهيئة العمرانية
مدينة المستقبل


    الإستقبال : مشروع صقلية الصغرى  صقلية الصغرى
 
مدينة المستقبل
صقلية الصغرى
في سنة 1865 تلقت عائلة "فاشيوتي" من باي تونس قطعة أرض كهبة نظير غمر المستنقعات وتصريف المياه.
تتخذ هذه القطعة من الأرض شكل مربع يحده كل من تونس البحرية وشارع قرطاج ونهج الفلاندر ونهج الماريشالات .
لمحة تاريخية حول صيقلية الصغرى تنحدر السيدة فاشيوتي المولودة في 7 جانفي 1829 من أسرة قنيشو أصيلة مدينة جنوة والمستقرة بتونس ، وفي 16 أفريل 1845 تزوجت السيد أوجين فاشيوتي المحافظ السابق لمدينة نابولي وأحد أعضاء مجلس شيوخ مدينة روما .
منطقة صيقلية الصغرى سنة 1960

ابتداء من سنة 1865 اشترت السيدة كارلوتا فاشيوتي عددا كبيرا من عربات الجص لكي تستصلح بها هذه القطعة من الأرض. وهكذا تكونت مساحة واسعة قاربت 13 هكتارا تتشكل معظمها من بحيرة تونس.
تصرفت السيدة فاشيوتي ومن بعدها أبناؤها في هذا العقار حتى سنة 1951.
كان دور هذه العائلة في توسيع مساحة العقار مركزيا لأنه مكن من الاستجابة لطلبات التوسع العمراني في غياب مساحات أرضية أخرى صالحة للبناء في العاصمة , خصوصا وأن أغلب بقية العقارات كانت تتخذ شكل الأحباس.
وقع تسجيل ملكية الأرض رسميا في 17 فيفري 1897 باسم "كارلوتا فاشيوتي- غنيشو" وتمت الإشارة في العقد على أنها تضم عدة بناءات وأنهج خاصة, كما وقعت الإشارة إلى أنه تحيط بها ثلاثة عشر ملكية أخرى.
في انتظار توافد المشترين سمحت السيدة كارلوتا فاشيوتي بتشييد عدة بناءات على أرضها مقابل معاليم كراء بسيطة, لكنها اشترطت على شاغلي هذه البناءات عدم تشييد طوابق أخرى وهدم ما وقع تشييده عند انقضاء أجل عقد الإيجار . وهكذا شيدت على العقار بين سنتي 1865 و1900 مئات محلات السكنى ذات الغرفة والغرفتين بالمنطقة المنخفضة لتونس البحرية . ثم تفاقمت الظاهرة خاصة مع إقامة الميناء في تلك المنطقة من المدينة ، مما أدى إلى تجمع المئات من العمال الصقليين بالقرب من المستودعات والورشات ، فاكتسب هذا الحي طابعا خصوصيا من خلال تسميته بـ "سيسيليا الصغرى" أي صقلية الصغرى.
في تلك الفترة بدا هذا الحي غريبا وهو ينشأ بشكل فوضوي على مقربة من وسط المدينة ولم يتسن التحكم فيه عمرانيا. وكانت البيوت الصغيرة التي يبنيها العملة عبارة عن أكواخ بدائية من حيث المواد المعتمدة وطرق البناء. كما شرعت البلدية في تلك الفترة في تهيئة الأنهج بهذا الحي بصورة تدريجية. وتبرز الخرائط المختلفة للمدينة والمعدة خلال سنوات 1881 و1899 و1904 و1927 وما تلاها التقدم التدريجي للبناءات نحو البحيرة .
فقد برز حي صقلية الصغرى إلى الوجود نتيجة عمل مشترك جمع مبادرات خاصة وعمومية. لكن هويته هي نتاج لشريحة إجتماعية محددة كانت تعيش فيه وتنحصر في مجموعات من المهاجرين الفقراء القادمين من جنوب إيطاليا : الساردينين والصقليين.

  • تجزئة الحي ونشأة المدينة الشرعية :
    • إنطلاقا من طريقة التصرف في ذلك العقار، يمكن أن نفهم الأهداف الحقيقية لمالكيه .
      تم تسجيل العقار تحت عدد 2929 بتاريخ 17 فيفري 1897 أي بعد 15 عاما من صدور القانون الذي يحمي هذا النوع من الأملاك العقارية . إذن بم يفسر كل ذلك التأجيل ؟
      يمكن ترجيح العديد من الاحتمالات، أهمها وفاة الزوجين فاشيوتي. توفيت السيدة كارلوتا فاشيوتي قنيشو يوم 28 جانفي 1898 بضاحية حمام الأنف. أما زوجها فقد توفي يوم 8 مارس 1898 بمدينة روما.
      من جهة أخرى نكتشف أن الزوجين فاشيوتي قد تنازلا للدولة التونسية عن 6 أجزاء من الأرض مقابل تهيئة أجزاء من العقار. وقبل إجراء هذه المقايضة بستة أشهر ، تم تزويد العقار بالماء والغاز. كما نص هذا الاتفاق على أن تتولى البلدية مشاريع تهيئة الأنهج بقيمة الضرائب المترتبة على الكراء بالتوازي مع تقدم عمليات بيع المساحات الأرضية. أما البلدية فقد حددت مدة عشرة أعوام تعود بعدها لتحصيل ضرائب التهيئة على مجموع الأراضي حتى تلك التي لم يتم بيعها بعد.
      تمت أولى عمليات البيع في شهر مارس 1898 مما يعكس الرغبة في عدم تحمل كلفة ومصاريف تجهيز الحي . ولا يوجد أدنى شك أن افتتاح ميناء تونس سنة 1893 أجبر مالكي الأرض على حمايتها من توسع النشاط الصناعي حولها .
      كان لتشييد مقر البلدية سنة 1900 بشارع قرطاج دور كبير في الترفيع من قيمة الأراضي الموجودة في تلك المنطقة ، مما أدى إلى توالي إبرام عديد الصفقات المثمرة.
      بقي العقار على ملك عائلة فاشيوتي حتى سنة 1951 تاريخ إدماجها في رأس مال الشركة العقارية "المغرب-تونس" التي يوجد مقرها بالدار البيضاء. بمقتضى هذا الإجراء أصبح كارلو فاشيوتي المحامي ثم الديبلوماسي مالكا لـ 48 ألف سهم قيمة الواحد منها ألف فرنك ، أي بمجموع 48 مليون فرنك . ورغم أن العقار لم يعد يمسح سوى هكتارين ، إلا أن قيمته إرتفعت بشكل كبير جدا .
      وبعد الإستقلال ، تم هدم الورشات والمساكن المشيدة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحلت محلها مكاتب ومحلات تجارية , كما أن الشكل الأصلي للحي قد تغير, وضاعت هوية حي "صقلية الصغرى" باختفاء محلات إصلاح السيارات وورشات الميكانيك التي بصدد إغلاق أبوابها الواحدة تلو الأخرى .
      ومنذ بداية شهر فيفري 2001 أطلقت بلدية تونس مسابقة عمرانية تهدف إلى إعادة تصور هذه المنطقة من العاصمة , وذلك في إطار مشروع تهيئة وتنمية تونس الجنوبية الرامي إلى بعث قطب تجاري وسكني ذي مواصفات عالية حول ميناء تونس وعلى شبه جزيرة مدغشقر.
      ويتوقع أن تمنح المساحة الشاسعة لكامل العقار وجه المدينة شكلا جديدا إذ سيمكن قربها من شارع الحبيب بورقيبة من توسيع وتكثيف أنشطة الخدمات في الوسط المركزي .

    المصادر:

    • كريستوف غويديس , نشرية مراسلات, عدد 70
    • عبد الكافي جلال , "تونس وبحيرتها, مدينة جديدة تولد في قلب مركز حضري"
    • لوت ج, التواجد الإيطالي في تونس والجزائر, ص 334.
  •  
    | المستجدات | الأجندا | خريطة المدينة | فضاء المواطن | خريطة الموقع | اتصل بنا| آراؤكم
    بـلـديـة تـونس