English| Français
الصفحة الرئسية الإتصال خريطة الموقع
ابحث
الثقافة و الترفيه

المراكز الثقافية
معالم ومواقع تاريخية
دور الثقافة
المسارح & السينما
الموسيقى والمعاهد الموسيقية
أروقة الفـنون
المتاحف
المكتبـات
الأماكن الدينية
الجوائز الثقافية
الحدائق و المنتزهات
التظاهرات الثقافية


    الإستقبال : المتاحف  زاوية سيدي قاسم الجليزي
 
المتاحف
متحف الخزف :زاوية سيدي قاسم الجليزي

العنوان: ساحة الزّعيم
الدّائرة: سيدي البشير

تقع هذه الزاوية في الجهة الغربية من المدينة بين رحبة الغنم من جهة والأسوار الخارجية التي اندثرت بالكامل تقريبا منذ سنة 1957 من جهة أخرى. وقد بني هذا المعلم فوق ربوة تطل على الجهة الغربية لسبخة السيجومي والقصبة من جهة الشمال
ولم يكن سيدي قاسم الجليزي قد اختار هذا المكان بالصدفة في النصف الثاني من القرن الخامس عشر لبناء الزاوية ، إذ أن السلاطين الحفصيين (1227-1574) قد اختاروا منذ القرن 13 هذا المكان أيضا لكي يبنوا فيه جامع الهواء والمدرسة التي تحمل نفس الاسم والتي اختفت منذ بداية القرن الماضي.

تذكر التقاليد أن هذا الرجل الصالح "سيدي قاسم" كان يصنع بنفسه مربعات الجليز التي ما تزال تزين الجدران الداخلية والخارجية للزاوية ، ولذلك كان يحمل كنية الجليزي التي أسندت له تبعا لما ترويه التقاليد باعتباره أصيل الأندلس بلد كبار صانعي الجليز.
إن العبارة الجميلة التي أضيفت بعد موته والتي تزين الجدار الشمالي للمبنى أسفل القبة تطلعنا على اسم الرجل كاملا وأصله وهو "أبو الفضل قاسم أحمد الصدفي الفاسي"، وهو ما يبين بوضوح أن أصله مدينة فاس لكن من المحتمل أن يكون قد غادر مدينته الأصلية وهو صغير السن لكي يستقر في الأندلس ويتعلم هناك فن الخزف ، غير أن العكس وارد أيضا

ويجدر الذكر أننا لا نملك أية فكرة عن الفترة التي استقر فيها في تونس لكن تاريخ وفاته والذي كتب على الجدار أيضا يعود إلى عام 1496 م ، ومن المحتمل جدا أن يكون قدومه إلى تونس يعود إلى بداية النصف الثاني من القرن الخامس عشر.
والمؤكد في كل الحالات أن سيدي قاسم كان يملك في نهاية القرن الخامس عشر تأثيرا لا مثيل له على سكان المدن والأرياف ، وهو ما جعل الملوك الحفصيين يخشونه ويحاولون الحصول على رضاه.
وفي الأصل كانت هذه الزاوية مسكن هذا الرجل الصالح ، وتبعا للتقاليد فإنه بناها بنفسه مع أتباعه.

ولقد أصبحت هذه الزاوية الواقعة عند أحد أبواب المدينة (باب خالد الذي أصبح بعد ذلك يحمل اسم باب سيدي قاسم) ملجأ للمسافرين والتجار الذين يفاجئهم الليل وهم خارج أسوار المدينة.
ذكر المؤرخ ابن أبي دينار أنه بعد أن سقطت غرناطة عام 1492 ، أقام العديد من الأندلسيين القادمين حديثا إلى تونس في هذه الزاوية مؤقتا كما سيكون الحال للموريسكيين الذين قدموا إلى تونس في القرن السابع عشر.

هذه المعطيات تضاف إلى عمليات ترميم الزاوية التي قام بها في نفس الفترة شيخ الأندلسيين الشهير أبو غيث القشاش تدفعنا إلى الاعتقاد بأن الأندلسيين كانوا يعتبرون أن سيدي قاسم واحدا منهم وأنه قضى جزءا من حياته في الأندلس.
وإن القيمة التاريخية والمعمارية للزاوية هي التي جعلت منها إحدى أهم المعالم في تونس ، والقبة ذات القاعدة المربعة هي الجزء الأكثر إثارة للاهتمام ، مع الإشارة إلى أن معلما واحدا ينافسها في ذلك من ناحية الشكل وهو ضريح سيدي عبد الرحمان ، أما في منتصف القرن السابع عشر ، فإن مدفني يوسف صاحب الطابع وحمودة باشا تأثرا بنفس الأسلوب في القبة الهرمية التي تمثل واجهاتها الأربع زاوية ميلان واضح مع تغليف سقفها بالقرميد الأخضر.
الواجهة الرئيسية التي تؤدي إلى باحة داخلية مكسوة بجليز ذي طابع مميز: "لا غواردا سكا" ذات الأصل الأندلسي والمغربي ، والتي نجدها داخل القبة. ينقسم داخل هذه القبة إلى قسمين متساويين: في الجزء الشمالي نجد مدفن الرجل الصالح وإلى جانبه دفن اثنان من الملوك الحفصيين ، أما الباب الخارجي ذو الإطار المستطيل فيؤدي إلى باحتين صغيرتين بهما مقاعد
تؤدي السقيفة الأولى من جهة اليمين إلى المزار الذي أضيف في بداية القرن الثامن عشر بأمر من مؤسس السلالة الحسينية (1705—1957) حسين بن علي.
أما الباحة التي رممها المعهد الوطني للتراث سنة 1980 ، فإن أشغال ترميمها تعود إلى نفس الفترة أي بداية القرن الثامن عشر مثل الخلايا التي تحيط بها ، أما الأروقة الأخرى التي مكنت المرممين من تصميم وإنجاز الجزأين المختفيين ، فإنها لم تكن موجودة إلا من الجانبين الغربي والشمالي
تتميز أرض هذه الباحة ببلاطها المرمري وخصوصا بوجود مجموعتين من الأشكال الهندسية التي تم تصميمها بإدماج المرمر الأسود بالمرمر الأبيض, وهو نوع حديث من التزويق ذي الأصول الشرقية ظهر في تلك الفترة في معالم أخرى عند منتصف القرن الخامس عشر كميضاة السلطان عند الجامع الكبير. كما تجدر الملاحظة أن هذا النوع من التزويق انتشر انطلاقا من القرن السابع عشر في كامل أنحاء مدينة تونس.

أما الأعمدة فهي من النوع الحفصي كالذين يشدان الكوة الموجودة عند مدخل القبة ، باقي الأعمدة ذات أصول إسبانية موريسية نجد نظائر لها بقصر دار عثمان وبميضاة السلطان.
يتبلور ثراء هذا المعلم من خلال عدة عناصر أخرى ومنها:
1) الجبس الذي يمثل أيضا مؤثرات أندلسية ذات تزويق هندسي يتضمن زخرفة نباتية، وهذا الجبس المقطع يختلف عن الذي يوجد في قاعة الصلاة والذي يتأثر بالفن العثماني. 2) الخشب المنقوش والذي يكون سقف القبة والذي نجده في بعض المعالم الدينية والمدنية من القرنين السابع عشر والثامن عشر.
يضم الضريح حاليا إلى جانب مدرسة الخزف الفني متحفا للنصب وآخر للخزف الإسلامي يتضمن مجموعة فريدة من نوعها تعود إلى العصر الحفصي ، متأتية من آثار عثر عليها بقصبة تونس ومن القطع التي تم اكتشافها في رقادة قرب القيروان .
أما القاعة الكبيرة فهي تضم أجمل القطع التي صنعها حرفيو القلالين أحد أحياء تونس خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. .

 
| المستجدات | الأجندا | خريطة المدينة | فضاء المواطن | خريطة الموقع | اتصل بنا| آراؤكم
بـلـديـة تـونس