English| Français
الصفحة الرئسية الإتصال خريطة الموقع
ابحث

تونس بإيجاز
لمحة تاريخية
خريطة المدينة
زيارة موجهة
الوسط المركزي
ضفاف البحيرة
النقل
مآوي السيارات
النزل

    الإستقبال : لمحة تاريخية  مدينة مفتوحه على كل تيارات الفكر
 

لمحة تاريخية           

إن مدينة تونس - الحي كانت قديما قرية بربرية صغيرة (Oppidum Tunicense) ممتدة فوق الربوة المنحدرة في يسر حتى ضفاف البحيرة المعروفة -
 
 

مدينة مفتوحه على كل تيارات الفكر

La Statue Ibn Khaldoun
لم يحتفظ لنا التاريخ من هذه النهضة الحفصية بمجرد المعالم فحسب بل أن صور رجال أعلام، من شعراء وعلماء وأتقياء ورعين، لا تزال حية في ذاكرة أهل مدينة تونس. وسواء أكانوا من أرومة إفريقية عريقة أو من أصل أندلسي أو بربري أو شرقي، فقد ساعدوا على تبادل الأفكار والمناهج التقنية وساهموا بنصيبهم في رقي الحضارة بوجه عام . أجدرهم بالذكر ابن خلدون المولود بتونس يوم 27 ماي 1332. وقد اشتهر ابن خلدون بالخصوص بأنه مؤلف المقدمة وامتاز بمنهجه في تحليل التاريخ الذي استطاع أن يسمو به إلى بعد كوني رغم إرادته الاقتصار على الحديث عن البربر. وقد ذكر أن غايته هي النظر في الاجتماع الإنساني لا سرد الحوادث والوقائع. وبهذا العنوان استحق أن يعتبر بحق مؤسسا لعلم الاجتماع الحديث.

La Statue Ibn Khaldoun ولقد كان العهد الحفصي، بدون منازع،  الفترة الأكثر استرعاء للانتباه والنظر - إن لم نقل الفترة الجوهرية مثل في تاريخ المدينة العتيقة. وهي فترة جوهرية لا فقط لأن المدينة قد بلغت أوج نموها قبل ظهور الأحياء الجديدة في نهاية القرن التاسع عشر بل ولأنها قد جسمت أيضا بشكل ملموس المثل الأعلى الاجتماعي والحضري الخاص بالإسلام فقد اكتملت في العهد الملامح الكبرى لشكلها كمدينة ولهياكلها المعمارية ولأسلوب سيرها وهي عناصر حافظت عليها إلى حد يومنا هذا.

إسبانيا الكاثوليكية تهددها والأتراك يستولون عليها

La Statue Ibn Khaldounومن سوء الحظ كانت نهاية حكم هذه الدولة العظيمة في شكل كارثة فقد عاث فيها فسادا جند خير الدين بابا عروج في سنة 1534. ثم أباحها للنهب (شارل كان) لم في سنة 1535، وأعاد عليها الكرة (فرديناند الثاني) لم بعد مرور أربعين سنة على ذلك. وعرفت في تلك الفترة أحلك أيام تاريخها. وأنقذها القائد التركي سنان باشا في سنة 1574. وقد احتاجت بعد ذلك إلى نصف قرن على الأقل لإعادة بناء أحيائيا التي سواها المحتل الإسباني بالأرض تماما ولترميم معالمه ومراجعة نظام التدريس بجامع الزيتونة » وإحياء صناعتها وتجارتها. فقد سخر الباشوات والدايات الأولون الذين ولاهم عليها سلاطين اسطنبول كامل جهودهم للقيام بأعباء هذا العمل الشاق مستعينين على ذلك بمجموعة من السكان المختلطين القادمين من كل صوب من تونسيين عريقيين » وعثمانيين حديثي العهد بنزول البلاد، وأندلسيين أطردهم (فليب الثاني) في سنة 1609 واستقبلهم كل من عثمان داي ويوسف داي، بالإضافة إلى المرتدين عن دينهم لاعتناق الإسلام والقادمين في الأصل من جميع مناطق البحر المتوسط وأوروبا
La Statue Ibn Khaldounوقد تم تجديد عدة أحياء بالمدينة، سواء لاستقبال الضيوف الأندلسيين (نهج الأندلس بحي باب منارة ، حومة الأندلس قرب ساحة الحلفاوين ، ساحة البيقة «Véga » خارج باب قرطاجنة) أو لإسكان رجال الحكم من الأتراك ومن معهم من الخدم والأتباع (مثل حي نهج الباشا وحي باب البنات الذي أصبح أنقاضا) أو لإيواء الأوروبيين الذين أصبح عددهم يتكاثر في الحي الإفرنجي القريب من الميناء. وبذلك أخذت مدينة تونس في القرن السابع عشر تستعيد ولو جزئيا» نشاطها وحركيتها السالفين: فظهرت أسواق جديدة واسعة مثل سوق البشامقية أو سوق البركة (لبيع الرقيق من السودان ) أو سوق الترك الخاص بالخياطين أو سوق الشواشية (لصنع أغطية الرؤوس الحمراء) وأحدثت الجوامع مثل جامع يوسف داي أو جامع حمودة باشا أو جامع محمد باي (المشهور بجامع سيدي محرز والذي يسترعي لانتباه بقبابه التي تذكرنا بالجوامع العثمانية باسطنبول ) وأقيمت القصور مثل دار الباي بالقصبة التي سوف يتولى توسعتها فيما بعد الباي حمودة باشا ودار عثمان ودار الحداد وهناك ميضاة (توجد حاليا بحديقة البلفدير) كانت قائمة بجانب مقهى المرابط بسوق الترك ، ومارستان (أي مستشفى) بنهج العزافين وغير ذلك من المعالم العديدة: كبيوت الأضرحة مثل تربة المراديين (بنهج سيدي بنعروس لم وعدد من المباني المعدة لخدمة المصلحة العامة كالأسبلة المعدة للشرب ء والأحواض الخاصة بسقي الدواب والكتاتيب المهيأة لتعليم القرآن .
La Statue Ibn Khaldoun
وبالرغم من زوبعة القرن السادس عشر وما أعتبها من إعادة بناء فقد حافظت تونس فيما يبدو في القرن السابع عشر على نظام المدينة القديم المتمين بموقع الجامع والأسواق في المحور من المدينة وبغلبة الطرق الكبرى المتجهة إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب والمتقاطعة في مستوى الأسواق ووجود أسوار تحمي المدينة العتيقة المركزية وأخرى تحمي الأرباض إضافة إلى تمييز وظيفي بين الفضاء والعالم الخاص وبالتدرج في ترتيب المسالك ...
وبعبارة أوجز فان كل الخصائص التي يمكن تسجيلها اليوم انطلاقا من التحليل الخاص بشكل النسيج المدني. فقد كانت الأزقة الضيقة آنذاك مثل اليوم تضم داخل أبوابها المزركشة بالمسامير البيوت الفخمة والمنازل البورجوازية والمساكن المتواضعة . وليس من علامة خارجية للتمييز بينها سوى الباب وبعض النوافذ بل إن كل شيء في الداخل : من دهاليز وأروقة تتفاوت ثراء وعددا يحسر مرتبة صاحب البيت ودرجة غناه، ومن ساحة داخلية متكونة من فيناء محيط به اثنان أو ثلاثة أو أربعة من الأروقة ذات العماد وغرف ذات قبو ومقاصير وهي غرف على شكل حرف Tاللاتيني ذات إيوان في الوسط وحجرتين صغيرتين على الجانبين ومقصورتين في أقصى طرفي الغرفة وأرضية مبلطة بالرخام الأبيض أو بالكدال وأصنافا من الزليج تكسو أسافل الجدران ونقوش من الجص تزين أعاليها أو تغطي سقوفها المعقودة أو المقبية في حال غياب السقوف الخشبية ذات الروافد الناتئة الفاصلة بينها الأغوار ...
لاشي يبدو قد تغير بالنسبة إلى العيد السابق. ومع ذلك فقد ظهرت جوانب جديدة في المناظر والزينة ، ومن أشمال ممر شجر السرو، ومن صور أوان تفيض بالزهور جاءت لتعوض أو تلاصق الأشكال القديمة الهندسية أو المقتبسة من النباتات، ومن تيجان أعمدة حجرية ذات حلية معمارية على شكل حلزوني بدل تيجان الأعمدة المعروف بـ "الحفصية" والتي استمر صنعها حتى القرن التاسع عشر.

البايات الحسينيون

La Statue Ibn Khaldoun

وفي سنة 1710 وبينما كانت دولة البايات الحسينيين قد حلت محل البايات المراديين، توفيت الأميرة عزيزة عثمانة وهي امرأة شهيرة فاضلة لا يزال التونسيون يكنون لها المحبة والتقدير. ودفنت بتربتها الواقعة خلف مقام الولي الصالح سيدس بن عروس بالترب من سوق البلاغجية. وقد تركت هذه المرأة التي كانت بنتا لحفيد عثمان داي كثيرا من الميراث التي كرمت لها ثروتها الضخمة، وطلبت في مقابل ذلك أن يوضع على قبرها باقة من الزهور كل يوم جمعة وهو يوم الصلاة الجامعة.

الصفحة الموالية
 
| المستجدات | الأجندا | خريطة المدينة | فضاء المواطن | خريطة الموقع | اتصل بنا| آراؤكم
بـلـديـة تـونس