English| Français
الصفحة الرئسية الإتصال خريطة الموقع
ابحث

تونس بإيجاز
لمحة تاريخية
خريطة المدينة
زيارة موجهة
الوسط المركزي
ضفاف البحيرة
النقل
مآوي السيارات
النزل

    الإستقبال : لمحة تاريخية  رائد من رواد البناء والتعمير
 
لمحة تاريخية

رائد من رواد البناء والتعمير
La Statue Ibn Khaldoun
في مطلع القرن كانت مدينة تونس منبعثة من رميمها، وتعود إليها الحياة رغم تلك الأزمة الحادة وذلك الصراع بين حسين بن علي التركي وصهره علي باشا. فأنشئ بنهج الصباغين الجامع الجديد الذي أضيفت إليه بعد بضع سنوات المدرسة الجديدة. وأقيمت مدارس أخرى أجمل منظرا وأكثر عددا من مدارس القرون السابقة ء بنى معظمها على باي قاهر حسين بن علي، أمك منه بدون شك، في التكفير عقا فعله بعمه الذي قطع عنقه أثناء آخر معركة دارت بينهما بالقرب من القيروان .

وقد تم إثر ذلك جلب رأس المغلوب إلى مدينة تونس حيث تم دفنه بمقام الولي سيدي قاسم الصبابطي الملاصق للجامع الجديد. ومن تلك المدارس مدرسة النخلة والمدرسة الباشية، والمدرسة السليمانية والمدرسة العاشورية ومدرسة بئر الأحجار وغير ذلك مما هو كثير. وقيام كل هذه المدارس يشهد بنهضة لا جدال فيها سواء على الصعيد الاقتصادي أو في المجال الاجتماعي والفكري. وقد عادت تونس في القرن الثامن عشر إلى سالف عهدها كمدينة تجارية كبرى يهابها الأوروبيون، وتتميز بوفرة المواد الغذائية والبضائع النفيسة الفخمة الآتية من كل صوب، وكونها مسرحا لقيام ثورات طائلة بفضل التجارة الدولية والقرصنة

La Statue Ibn Khaldounوقد كان الوزير يوسف صاحب الطابع واحدا من أصحاب تلك الثروات وإليه يرجع الفضل في بناء جامع ساحة الحلفاوين الرائع حوالي سنة 1800 وكذلك مجموع "كلولية " التي جمعت حسب السنة العثمانية بين السوق الجديد والقصر والمدرسة والتربة و" سبالة" السقاية
وإلى نفس الفترة التاريخية لم أي أوائل القرن التاسع عشر يعود أيضا ترميم الأسوار الخارجية للمدينة على يد الباي حمودة باشا الشهير بإقباله على البناء والتعمير الذي استعان على هذا العمل الدقيق بالمهندس الهولندى هومبرغ . وقد أمر حمودة باشا كذلك ببناء عدد كبر من الثكنات بقلب المدينة مل ثكنة سوق العطارين (وهي الآن فرع للمكتبة وثكنة نهج جامع الزيتونة (وهي الآن فرع للمكتبة )، وثكنة المسشفى الصادقي ...وأذن في نفس الوقت بتشييد قصور جديدة أو توسيع قصور قديمة مثل دار الباي بالقصبة ودار حسين بساحة القصر وقصر الوردة بمنوبة (وهو متحف الجيش حاليا ).
La Statue Ibn Khaldoun
وإلى هذه الفترة أيضا يرجع بناء مقام العالم الصالح سيدي إبراهيم الرياحي بالنهج الذي يحمل نفس الاسم قرب دار الأصرم (مقر جمعية صيانة المدينة ) التي بنتها أسرة الأصرم وهم من رجال بلاط البايات ومن كبار أصحاب الأراضي. أما دار بن عبد الله التي تأوي حاليا متحف الفنون والتقاليد الشعبية بالترب من نهج الصباغين ، فإنها تحفة نموذجية من المعمار الحسيني الجميل الذي يدل على درجة من إرادة القوة لا تتناسب في الغالب مع الموارد الحقيقية لأصحاب الثروات. وأحسن مثال ذلك هو بدون شك القصر الذي أقامه أحمد باي في أواسط القرن التاسع عشر في عمق الريف على طريق زغوان.
La Statue Ibn Khaldoun وكان مؤسس هذا القصر يطمح إلى رؤية قصره متجاوز بجماله قصر باردو (الذي بني سنة1400 ثم تم توسيعه وتجميله مرارا عديدة على الملوك الذين تعاقبوا على حكم تونس. وهو مقسم اليوم بين متحف باردو ومجلس النواب )، بل ويتنافس من حيث العظمة والتألق قصر فرساي الفرنسي الذي كان قد فتن فيما يبدو حاكم تونس وملك إعجابه. وعندما توفي أحمد باي سنة 1855 اختار خلفه محمد باي أن يقيم بقصر آخر بضاحية المرسى تاركا قصر المحمدية للإهمال والخراب. خراب يفاجئك اليوم بطابعه العملاقي، وهو يصور ذكرى حلم سرعان ما تلاشى بمجرد ظهوره بعد أن تردد زمنا في خاطر باي حليم الطبع وهو أحمد باي (1837-1855
La Statue Ibn Khaldoun وفي أواسط القرن التاسع عشر وخصوصا منذ سنة 1830 تاريخ احتلال فرنسا للجزائر أصبحت ممارسة القرصنة بالبحر المتوسط صعبة كما باتت تدخلات الدول الأوروبية في الشؤون الداخلية للإيالة أكثر جرأة ووقاحة مع مرور الأيام . وارتكز أمام باب البحر قبل فرض الحماية الفرنسية في سنة 1881، حي يسكنه الأوربيون القادمون من كل مكان من مالطيين وايطاليين ويونانيين وفرنسيين وغيرهم ... وأقيم بهذا الحي في عام 1861 مقر فخم لقنصل فرنسا بدلا عن المحلات القديمة لفندق الفرنسيين الواقع بالحي الإفرنجي حيث اعتاد قناصل الدول الأوروبية منذ القرون الوسطى بناء مساكنهم المردفة بمحل يسمى بالفندق لإيواء الأشخاص والدواب والسلع .

عالم جديد ومدينة مهملة
La Statue Ibn Khaldoun إحداث مدينة جديدة خاصة بالاستعمار بجانب المدينة القديمة لم يتم دون إلحاق أفدح الأضرار بهذه المدينة القديمة . وكذلك كان الشأن بخصوص مزاحمة المواد الأوروبية المصنوعة وسقوط التجارة الخارجية بأيدي الجالية الأجنبية وبعد حرمان البورجوازية الحضرية والأرستقراطية والسياسية والعسكرية من موارد الدولة ومن المداخيل التجارية في آن واحد فقد أصبح هؤلاء الناس غير قادرين - إلا في بعض الحالات النادرة ه على صيانة بيوتهم الجميلة فما بالك بناء بيوت جديدة من نفس الطراز الرفيع . ولم يقدر العلماء والشيوخ المدرسون بجامع الزيتونة على الوقوف طويلا في وجه التأثير البيداغوجي والعلمي للتعليم العصري الذي كان يزاول سواء في نطاق المعاهد الفرنسية أو بالمدرسة الصادقية التي أسسها منذ سنة 1875 الوزير المصلح الجنرال خير الدين.
وبذلك كان فجر القرن العشرين يشهد دخول جامعة الزيتونة ومن ورائها كامل المجتمع التونسي في غمار أزمة عميقة. وسوف تكون المعركة بين أنصار القديم ورواد الحداثة طويلة ومحملة بالعواقب البعيدة. من ذلك أن النخب سوف يتخلون تكوينها وتربيتها بالمدارس الفرنسية أو الفرنسية العربية. وسوف تجسم المدينة القديمة هذه الأزمة المتعلقة بالأصالة في صميم الحجارة على غرار المجتمع الذي يسكنها. ذلك أن أكثر السكان حظوة سوف يتخلون عنها أو يكادوا يهجرونها تماما بعد أن جلبهم واستهواهم أنموذج السكن الأوروبي داخل الشقق أو بالفيلات. فتتحول هذه المدينة في ظرف نصف قرن إلى ملجئ خاص بأكثر الناس عوزا وبأبناء الريف النازحين إلى المدينة بحثا عن العمل.

الصفحة الموالية
 
| المستجدات | الأجندا | خريطة المدينة | فضاء المواطن | خريطة الموقع | اتصل بنا| آراؤكم
بـلـديـة تـونس