English| Français
الصفحة الرئسية الإتصال خريطة الموقع
ابحث

تونس بإيجاز
لمحة تاريخية
خريطة المدينة
زيارة موجهة
الوسط المركزي
ضفاف البحيرة
النقل
مآوي السيارات
النزل

    الإستقبال : لمحة تاريخية  شارع محمد الخامس
 

لمحة تاريخية                

شارع محمد الخامس

كان مدرجا لإقلاع الطائرات و مصبا للفضلات

شارع محمد الخامس بالعاصمة الشارع الجميل العريض الطويل شارع مثقل بالتاريخ٬ حيث يمتزج الحاضر بالماضي٬ يشدك ببهائه المتوسطي٬ وهو شارع ينمو و يتطور دون توقف.
وأثناء عبورك الواعي والمستقرئ للشهود المعماري لشارع محمد الخامس بالعاصمة٬ تلمس مقصدية البناء ودفء الانتماء٬ تجد أشجار النخيل تخاطب فيك الإنسان المتناهي مع الزمن والبيئة٬ وكل شيء له معنى متجذر في حياة الناس... فمرحبا بكم حيث الشمس ساطعة والسماء زرقاء... رغم صخب وضجيج وزحمة السيارات والحافلات الصفراء...

لقد كان شارع محمد الخامس يسمى قبل الاستقلال بشارع قامبطا وهو أحد أهم شوارع تونس العاصمة وهو متعامد مع شارع الحبيب بورقيبة ويمتد من ساحة 14 جانفي 2011 إلى ساحة باستور.

 وتوجد به العديد من المؤسسات خاصة منها البنكية كالبنك التونسي للتضامن و البنك التونسي الكويتي ومفر الحزب الحاكم المنحل والسفارة الليبية بالعاصمة التونسية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والديوان التونسي للتجارة.
وسمي الشارع باسم العاهل المغربي محمد الخامس لدى زيارته لتونس عام 1957.
مركز ثقل اقتصادي
ويعد شارع محمد الخامس بالعاصمة احد العناوين البارزة لتقدم تونس وصورة معبرة عما يميز الاقتصاد الوطني اليوم من حيوية يجسمها التوسع العمراني والبيئي المنظم لهذا الشارع الرئيسي الذي يختزل نجاح النموذج التونسي في عملية التحديث الشامل.
فالشارع بعد العبور من طرفه إلى طرفه يتسع لمرور السيارات و الحافلات التي تملأ الفضاء صخبا٬ وللعابرين المستعجلين دائما في قضاء حوائجهم٬ يبقى أن ترى واجهة الشارع الذي سيجمع بالإضافة إلى البنايات السكنية المستغلة للمكاتب الإدارية مجموعة مبان حكومية وبنكية٬ في أشكال معمارية مختلفة و متفاوتة ومتباينة التصاميم٬ بالإضافة إلى تزاحم المقاهي و الفنادق والمحلات التجارية.
وقد اقترن نشوء وتطور هذا الشارع بمكسب الاستقلال منذ أكثر من نصف قرن وواكب الدولة الحديثة ليشهد تطورا هائلا في حجم ما تعيشه عاصمة البلاد وقطبها السياسي والاقتصادي والثقافي الأول من نسق نمو عال يؤهلها لكي تصبح مركزا إقليميا للمال والأعمال.
فمن كان يظن أن ساحة / قامبطا / القديمة التي كانت قبل الاستقلال أرضا مهملة تتجمع فيها المياه الراكدة ستصبح يوما أحد أبرز شوارع العاصمة الأكثر حركية وريادة.
لا أحد كان يتجرأ في السابق على المخاطرة والذهاب إلى ذلك المكان المحاذي لأراض شاسعة مهجورة تستعمل كمصبات للفضلات تنبعث منها روائح كريهة سيما خلال فصل الصيف جراء تراكم المياه بها.
ولقد تم استغلال الأراضي المهملة خلال السنوات الأخيرة للاستعمار والأولى للاستقلال كمدرج لإقلاع الطائرات المدنية والعسكرية.
وقد تم تغيير هذه الساحة التي كانت تخلد اسم المحامي ورجل السياسة الفرنسي «ليون قامبطا 1838- 1882 » لتحمل اسم شارع محمد الخامس تكريما من السلط التونسية لبطل استقلال الشقيقة المغرب.

وفي نهاية الستينات انطلقت أول أشغال التهيئة لهذا الشارع من خلال مد القنوات وتركيز تجهيزات الإنارة العمومية وتعبيد أرضيته وأرصفته وغرس أشجار النخيل التي تعتبر أشجارا مميزة لهذا الشارع الجديد.
ساحة « قامبطا » القديمة قبل الاستقلال
وأصبح شارع محمد الخامس اليوم القلب النابض لتونس في مجال المال والأعمال باعتباره يحتضن مقرات أبرز المؤسسات المالية في البلاد على غرار البنك المركزي التونسي 1979 و الشركة التونسية للبنك 1987 و البنك التونسي للتضامن 1997 بالإضافة إلى البنك الوطني الفلاحي منذ سنة 1959 ومقرات حوالي عشرة بنوك أخرى تونسية وأجنبية اختارت التمركز بهذا الشارع وعدد من المقرات كبرى شركات التأمين بالبلاد.
وتحتضن الشوارع المتاخمة لشارع محمد الخامس بدورها مؤسسات بنكية ومالية أخرى تونسية وأجنبية على غرار بورصة القيم المنقولة بتونس والبنك الإفريقي للتنمية.
ويمتد شارع محمد الخامس إلى ساحة 14 جانفي التي تعد همزة وصل بينه وبين شارع الحبيب بورقيبة ليضم كذلك مقرات عديد المؤسسات العمومية ذات الطابع الاقتصادي والمالي منها الديوان الوطني للسياحة والديوان الوطني للزيت ووكالة النهوض بالصناعة والديوان التونسي للتجارة.
كما تحتضن عمارة الوطن وهي أعلى مبنى بالعاصمة يشمل على 17 طابقا ومقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن مبنى وزارة السياحة إحدى أهم وزارات الدولة ذات الصبغة الاقتصادية.
وبفضل موقعه الاستراتيجي يأوي هذا الشارع الممتد على مسافة تقدر بحوالي 1500 متر 1.5 كلم عديد الوحدات الفندقية الفخمة و المختصة في سياحة الأعمال بالإضافة إلى مبنى أكبر مركز للمؤتمرات (قصر المؤتمرات).
وتأتي مدينة الثقافة المشروع الضخم الذي وضعت الدولة حجز أساسه في شهر نوفمبر 2002 ولم يكتمل بعد ليضفي مزيدا من الجمالية على شارع محمد الخامس باعتبار ما يكتسيه هذا الانجاز من أهمية ثقافية وحضارية.
ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في تاريخ تونس إذ يحتوى بالخصوص على برج للثقافة وقاعات سينما وأروقة عروض وقاعة أوبرا تتسع ل 1800 مقعد... و«المليح يبطآ»!

وبالرغم من الكلفة المرتفعة للكراءات و الأراضي  بشارع محمد الخامس إلا أنه يظل وجهة محبذة للمستثمرين والباعثين والفاعلين الاقتصاديين... وهو ما شجع بعض مالكي الفيلات والعمارات بهذا الشارع على استغلال الفرصة لكراء أو بيع أملاكهم العقارية.
الناظر إلى هذا الشارع في ساعات المساء لا يملك إلا أن يتوقف...
ويدخل...ويتأمل... في الماضي والحاضر... حيث جمع كل الأطياف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن مختلف الفئات العمرية في مظاهرات الثورة التونسية... وتلك حكاية أخرى مليئة بالظلال والتفاصيل...
(جريدة الأنوار في27 سبتمبر 2014 )

 

 
| المستجدات | الأجندا | خريطة المدينة | فضاء المواطن | خريطة الموقع | اتصل بنا| آراؤكم
بـلـديـة تـونس